الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

بعضُ من ثرثراتِ عقلي ( الجزء الرابع )

غضَّ طرف همَّتك في العمل عن الألم ، وأجعله يحتضن الأمل ويستقي من نورهِ دائماً ، حتى ترَ ملامح طريق نجاحك من مسافة ، ألف ميل ..

ـــــــــــ

حينما يصل الإنسان ، للمرحلة التي يكذب بها على مستقبله ، بأن حاضره لن يؤثر عليه ، سوف يكون مستقبله أسوأ بكثير من ماضيه ..

ـــــــــــ

الإيمان العميق في المرء المسلم ، لا يتَّضح إلا في وقت المصائب ، والصديق الوفي ، لا يتَّضح معدنه إلا في وقت الشدائد ، والإبداع يولد من رحم المعاناة ..

ـــــــــــ

حينما تريد أن - تفكر ، تصنع ، تكتب - ، كن أنت أنت في كل تلك الحالات ، حتى ترضى على النتائج التي ستحصل عليها ، ولا تجعل غيرك يكون في التفاصيل ..

ـــــــــــ

الشحاذة المادية والعاطفية ، أمرين سيئين ، فالأولى : أُمِرْنا بأن نبتعد عنها ولو ببيع الحطب ،والأخرى : لأن مشاعرنا أثمن من أن تشحذ مشاعر الغير ، ولكن الشحاذة المحمودة والمطلوبة ، هي : شحاذة الهمم ، فمن أركان تقدم الأمم ( شحذ الهمم ) ، كي تنهض الأنفس والعقول وتنهض بنهوضهما الأمة .

ــــــــــــ

فكر ، أكتب ، أصنع ، حتى تشعر بنفسك عن طريق نفسك ، لا عن طريق غيرك ، وحتى يكون الشعور حينها ، جميلاً وصادقاً ، لا متذبذباً وغير واضحاً ..

ـــــــــــ


المرء الذي لا يحب الزهور ، لن يتلذذ بالعسلِ ، لأنه يُصْنع من رحيقها ، كذلك هو الذي يحتقر العقل ، لن يستفيد من الإبداع ولن يتذوقه ، لأنه يُنْتج من رحيق العقل وهي : الأفكار الجميلة ..

ونستطيع أن نقول باختصار : أن العسل يُصْنع من رحيق الزهور ، والإبداع يُنْتج من رحيق العقل ..


ــــــــــــــ


قالوا له : وطن لا تحميه ، لا تستحق العيش فيه ، فسألهم : وهل يستحق الوطن الذي لا يعطينا حقنا ولا يحمينا ، أن يعيش فينا ؟! لم يجيبوه .. واعتقلوه ..


ـــــــــــــ


الوطن : هو الأرض التي تشعر بأنك قد خلقت من طينها ، وتشعر فيها بالأمان ، وبالدفء لإحتضانها لك ، وتصرف عليك من ثرواتها ، وتعطيك ما تستحق ..


ـــــــــــــ


كلما تكلفنا في حياتنا ، كلما ازددنا بؤساً ..


ـــــــــــــ


( الثقل صنعة ) لكن لو لم نعتمد على غيرها في حياتنا ، لمتنا جوعاً .


ـــــــــــــ


الشخص الذي ينسلخ من ثقافته ولغته ، لأنه اطَّلع على ثقافاتٍ أخرى فعجبته ، حتى لو لم تتوافق مع ثوابته ، هو شخصٌ كالحرباءِ ، يتلون حسب الثقافة التي تعجبه وتوافق هواه وليست له هوية .


ـــــــــــــــ


إلى الحاكم العربي : بدلاً من أن تشتريَ ، مئة ( دبابة )، لكل ثائر ، كي تقمعهُ بها ، إصرِفْ سعر 5 ( دبابات ) على كل مواطن , حتى لا يصل للدرجةِ التي تجعله يثور عليك بها .


ــــــــــــــ


تصبح الأمور أكثر جمالاً وكمالاً إذا أُخِذت بعقلية متوازنة ووسطية ( لا إفراط ولا تفريط ) فلا الجمال والكمال في الأمور ، أن تكون في أقصى اليمين ولا أن تكون في أقصى اليسار . وكذلك إنتاج الأفكار ، فالفكرة بطبعها متمرِّدة ،ولكن لو جعلتها تتفلت منك دون تطويع ،قد تهلكك ،ولو طوَّعتها إلى الحد الذي جعلك تتحكم بها بالكلية ، لافتقدت رونقها ولما أثَّرت وجذبت . فالفكرة المتمردة بتحفّظ ، هي أجمل الأفكار .


ـــــــــــــــ


أعتقد بأن المبدع ،ليس الذي ينتج الأفكار ،فكثيرين هم الذين ينتجون أفكاراً ،ولا يعدون مبدعين ، ولكن هو الذي يستطيع أن يجعل الأفكار متمرِّدة بتحفّظ ، بحيث يظهرها برونقها الجميل لا البائس ، المخالف للمعتقدات والمبادئ .


ـــــــــــــــ
أن تنشئ فرداً ، تطوِّعه مبادئه ،خيراً بألفِ مرةٍ من أن تنشئ فرداً تطوِّعه الأنظمة . لأن الأول سيحترم الأنظمة بوجودها وبعدم وجودها ، والآخر سيحترمها بوجودها فقط .

مثال : طالبان يختبران ، ولا يغشَّان بالإختبار ، فالأول لا يغشُّ لأن مبدأه يردعه ،والآخر لأنه مراقب . أيهما أفضل ؟ ولو غاب المراقِب ماذا سيفعلان ؟


ـــــــــــــ


هيَ حياة الحرف ، حينما يكون الحرف ، مناضلاً ومطالباً ومجاهداً ، لأجلِ الحياة ..


ـــــــــــــ


المعلمون الذين لا يقرأون - على أقل تقدير في تخصصاتهم - ويكتفون بما درسوه ، لن يوسِّعوا مدآرك الطالب ولن يقدِّموا المعلومات التي يطرحونها ، بشكلٍ صحيح .


ـــــــــــــ
الحياة كالقصيدة ، كلما كانت مليئة بالمعاني المعقَّدة ببساطة ، كلما أصبحت جميلة ، وكلما كانت ، سطحية وواضحة جداً ، كلما قلَّ تلذذ الإنسان بها وقلت إستساغته لها . لذلك قلت سابقاً : أن أجمل ما في عالمنا : هي تعقيداته ..

مبدأ ( عمارة الأرض ) ، ينطبق على ما ذكرته ، فلو أننا وجدنا كلَّ شئٍ متوفّر في هذه الحياة ، لما اخترعنا وصنعنا ، ولكن ، لأن الحياة ناقصة ومعقَّدة ، أمرنا بعمارتها .
فلا يُعمَّر ، إلا الناقص . )
ـــــــــــــــــ

من تكبَّر على التعلُّمِ ، تكبَّر العلم عليه .. كيف ذلك ؟! ، حينما يستحقر المرء منا ، التعلُّم من الطفلِ والجاهلِ والمجنون ، يكون ما قصدته ..


ــــــــــــــــ

علمتني الحياة ، بأن أطلبَ العلم من كل شخصٍ ، حتى وإن كان جاهلاً ..

ـــــــــــــــ

حينما تلقِّح واقعك بالأحلام الجميلة والهادفة والتي تحثُّك على النهوضِ بنفسك وبأمَّتك ،حتماً سيولد مستقبلك ، جميلاً ومشرقاً ، كما كنت تتمناه - بإذن الله -

ـــــــــــــــ

إذا كانت من أعظمِ جرائم العصر الجاهلي ( وأد الإناث ) ، فمن أعظم جرائم عصرنا هذا في عالمنا العربي ( وأد العباقرة ) من كلا الجنسين - من خلال تهميشهم ورفض دعمهم -

ــــــــــــــ

علمتني الحياة : أنني كلما سعيت للشئ ، مع إستعجالي لقدومه ، كلما تأخَّر في المجيئ ، وكلما سعيت للشئ ، مع تريثي وانتظاري له بحلم ، كلما أتى مسرعاً ..

هناك 6 تعليقات:

  1. ثرثرات راقية وجميلة

    راقت لي كثيراً (وأد العباقرة) وهذا مع الأسف حاصل وواقع

    سلمت ودمت..

    ردحذف
  2. ربما آن للعقول أن تستقي علمها من ثرثراتك ..

    بصدق هو من أجمل الكلام ذاك الذي تذوقه فكري هنا ولاكه بشهية ..

    دمت ..

    ردحذف
  3. حكم جميلة جداً ,, أسأل الله ان لايحرمك ثواب هذا العمل الذي يصحح للكثير و يقوم الصغير وليستفيد منه الجميع دام انه لم يتعدى الدين والادب

    أود أن أستفسر عن بعض من هذه الروائع اخي وليد اذا سمحت ,,


    الاولى
    اذكر مثل يقول :( إذا أردت ان تعمل فلا بد أن تهدأ ).. و أظن والله اعلم ان حكمتك هذه خاصة بالانسان القوي ,, فهناك اشخاص ضعفاء لا يستطيعون غض الطرف , بل قد يدمرهم موقف أو صدمة و يحتاجون لوقت طويل حتى يهدأوا

    _________________

    كأني فهمتها حكمتك الثانية ولكني أرغب بشرحها إذا سمحت أخي وليد ...

    ________________

    جميلة هذه الحكمة و هي قريبة جداً من المراد من قول عمر بن الخطاب عندما مدح احدهم انسان آخر فقال له : هل سافرت معه ؟ هل اعطيته امانه فوجدته أميناً ؟ هل جربته عند الغضب ؟ هذه الاسئلة او هذه المواقف الثلاث بالذات تختبر معدن و ضبط الانسان لنفسه و عندما يكون الشخص يستطيع ان يدير ذاته فهو اقدر على اذارة الآخرين بذكاء .

    _____________

    جميــل , ولكن كيف لا أجعل غيري في التفاصيل ؟!!!

    _____________

    صدقت واللـه ~~~

    ______________

    طيب وليد أحياناً نكتب شئ يعجبنا و لكنه ملك للغير ,, يعني فرضاً لو كتبت حكمة و اعجبتني و احببت نقلها على حائطي الا يعتبر هذا جزء من شخصيتنا ؟؟ او نقلتنا قد تعبر عن شخصنا و ما يعجبنا

    ______________

    7/10 like :)

    ______________

    الثامنة و التاسعة

    عن الوطن ,, نعم يا أخي يجب ان تكون أرض الوطن مريحة لنا حتى نستطيع العيش بلا جروح

    ______________

    10/10 like

    ______________

    ايووه وصلنا أخيراً هذي اللي بصراحة تعبت وانا ابغى ادخلها و تطلع مثل المغناطيس الموجب اذا قربته من موجب :S ممكن يا دكتور تعيد الشرح ...

    _______________

    10/10 like

    ______________

    10 /10 like
    ______________

    الحكمة الرابعة عشرة و الخامسة عشرة

    ياليت تطرح لنا مثال عليها يا دكتور لانها غير واضحة تقريبا .

    ______________

    اعتقد اني افضل الثاني لأنه شجاع و يغش اما الاول فهو نص استواء ههههههههههه

    10/10 like

    _____________

    حكمك تشبه الالغاز

    10/10 like

    ______________

    10/10 like
    _____________

    جميلة جدا هذه ,, اتوقع التعقيدات او الرموز التي يستمتع بعضنا بتفكيكها قد لا تحلو لفئة من الناس الاقل ذكاء ,, لان هذا يعتمد على همة الشخص و ذكاءه

    ______________

    و هذه جميلة جداايضاااا
    10/10 like

    ______________

    الحكمة العشرون و الواحد و عشرون

    20/20 like جميلة جدا فالعلم يؤخذ من اي احد

    ______________

    تبعث الفأل والأمل هذه الحكمة جميلة و اكثر

    _____________

    ليتهم يسمعونك ,,

    _____________

    و أنا أيضاً علمتني الحياة هذه الحكمة بل أكلتها و شربتها مع اكلي و غذائي

    جزاك الله خير على ما خطته يداك للتغير و الاصلاح

    _____________


    لا عدمناها أناملاً .. خطت به حتى تمخظ طيبا
    .
    اعذرني دكتور على اسألتي المتكررة و لكني جدا مهتمة بأطروحاتك و أفكارك و أحب أن أناقش الافكار عامة و افكارك خاصة فأتمنى ان لا يكون هذا الشئ ضايقك ,, واذا كنت تشعر بأن الشرح سيتعبك فلا بأس ولك الحق في التخطي و المجاوزة ,,


    دمت بصحة و عافية و دام حرفك مناضلاً للحياة الكريمة دائماً ,, وفقك القيوم و سدد للصواب خطاك

    ردحذف
  4. اللهم آمين وإياكم ..

    ـــــــــــــ

    نبدأ في التعليق على ما ذكرتموه ..

    ( 1 ) : مقولتي الأولى ، كانت عامة وشاملة ، ولم أقصد بها القوي أو الضعيف ، بل على العكس تماماً ، من كان يملك ثقةً بنفسه ، فما ذكرته ، يعد حافزاً له ، فقط لا غير ، أما الذي لا يملك الثقة ، أي أنه لا يملك تلك النظرة التفاؤلية ، فيجب أن يغيِّر من حياته ونظرته .

    ( 2 ) : أما عن شرح المقولة الثانية ، فتجدونه مفصَّلاً على هذا الرابط :
    http://waleedalsaedi.blogspot.com/2011/09/blog-post_10.html

    ( 3 ) : ما طرحتموه وأثريتم به المقولة الثالثة ، جميل جداً ، فشكراً لكم .

    ( 4 ) : لا أجعل غيري في التفاصيل ، أي ، لا أجعله يؤثِّر على ما أقوم به ، بطريقةٍ مباشرة ، أو بطريقةٍ غير مباشرة ، عن طريق التفكير به دوماً ، والخوف منه ، وعدم القيام بشئ ، إلا حسب ما يشتهيه الغير .
    والخوف كذلك ، من التغيير ، أو إظهار شئ ، لا يخالف الشرع بكل تأكيد ، ولكنه يخالف الأعراف والتقاليد ، وبإختصار : لا تخشى غير الله في كل ما تقوم به .

    ( 5 ) : شكراً لكم .

    ( 6 ) : ما قصدته هنا ، أن تطرح ما تشعر به ، لا ما يشعر به الآخرين ، حتى يكون الأمر صادقاً وواضحاً ، فنحن لا نعلم ما هو شعور الآخرين ، حتى نكتب عنه بكل دقَّة ، ولكننا نعلم تماماً ، ما هو شعورنا وتفكيرنا .
    أما عن النقل أو غيره ، فهذا لا يخالف قولي ، وبالعكس ، حينما تكون صادقاً بما تطرحه ، بكلِّ تأكيد ، أنه سيعجب الناس ، لأنهم يحبون الشفافية والوضوح في كلِّ ما يُطْرح ، ويحبون كذلك ، التفكير الصافي والغير مشوَّش .

    ( 7 ) : شكراً :)

    ( 8 ) و( 9 ) : لا زيادة على كلامكم .

    ( 10 ) : شكراً لكم ..

    ( 11 ) : يقول المثل السائد ( الثقل صنعة ) ، يعني الثقل ، هي أمرٌ محمود ، ولا يستطيع كل شخص أن يمتلكه ، ولكن ، ليسَ على الإطلاق ، فلو أصبحنا جادِّين طوال وقتنا ، لما تعرفنا على أصدقاء ، ولما أحبونا الأقرباء ، ولما أكرمونا الغير لحسن أخلاقنا ....إلخ

    ( 12 ) و ( 13 ) : شكراً لكم ..

    ( هنالك خطأ في الترتيب ، كان بسببكم :) ، لذلك ، سأطرح الأمر ، حسب الترتيب الذي فهمته ، وعذراً لو حدث هنالك أيُّ خطأ )

    ( 14 ) و ( 15 ) : بصراحةٍ لا أعلم كيف أوضِّح المقولتين ، لأنني أعتقد بأنهما واضحتين بما فيه الكفاية .
    فأتمنى أن تعذروني ، وأتمنى أن تعودون للتدقيق بها جيداً ، وإلَّم تتضح ، أذكروا لي بالتحديد ، ما هو الأمر الذي لم تفهموه مِمَّا ذكرته .

    ( 16 ) : وهو كذلك ..

    ( 17 ) و( 18 ) : شكراً لكم .

    ( 19 ) : ما ذكرتموه هنا صحيحاً ، ولكن من يعمل يجد نتاج عمله ، ومن لا يعمل ، لا يجد شيئاً بكل تأكيد ..

    ( 20 ) و( 21 ) و( 22 ) و( 23 ) : شكراً لكم ..

    ـــــــــــــــ

    وأخيراً وليسَ آخراً ، شكراً جزيلاً من الأعماق ، على هذا التفاعل الأكثر من رائع ، والذي أسعدني كثيراً ، عكس ما تصورتموه ، فأنا أحب من يسأل ويستفسر ، ولا يأخذ المعلومة هكذا ، حتى لو لم يفهمها ..

    أكرر شكري ، ولست أدري ماذا أقول ، ولكن كما ذكرت ، أنني سعيد بما طرحتموه أشدَّ السعادة ، ولم يتعبني كما ذكرتم ، وأعتذر كثيراً ، على التأخر بالرد ..

    وأسأل الله أن ينفعنا بما علَّمنا وأن يفقِّهنا بالدين ، وأن نستفيد مما يُطْرح ، وأن يوفِّقنا لما يحبُّه ويرضاه ..


    لا عدمنا مروركم الأكثر من مبهر ..


    شكراً لكم ..

    ردحذف
  5. اللهــم آميــن
    العفوو أخي وليد ,,
    إن لم تكن الحيـاة مفعمة بالنشاط و التفاعل و الحركة الدائمة بهذه الحوارات التي تشعر بوجود حيــاة و حتى ان كثرت بها الأخطاء فلماذا نريدها ,, فالأخطاء تصحح اذا وجد بها مثل هذه النقاشات البناءة ,, و لك الفضل بعد الله ,,

    اعذرني اخي على التاخير في الرد وعلى الخطأ فقد كررت رأيي في الحكمة العشرون ولكنها جاءت في مكانها,,
    شكرا جزيلاً ,,
    ننتظر المزيد من الثرثرات ,,

    ردحذف