الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

كيف نتحدَّث في إجتماعاتنا تلك ؟! ولماذا ؟!


لا أخفيكم قول ، أنني أفضَّل الصمت على أن أتحدَّث بكلامٍ فارغ . لأنه إلَّم ينطق اللسان ، فسينطق العقل حينها ، بتأمُّله في أمرٍ ما ، أو تحليله لمشكلةٍ معيَّنة ، كي يقوم بحلِّها أو تنطق الروح بذكر ربها .

أمَا لو تحرَّكت الشفاه وتحدَثت الألسن ، مع سكون العقول وسكوتها وهروب الروح ، فسوف يضيع وقتنا هكذا ، ونظلم أنفسنا ، ويستثنى من ذلك الحديث ، حديث نابع من القلبِ ، لمن نسعد برؤياهم ، من ترحيبٍ لهم وسؤال عن أحوالهم ، أو نسعى للقياهم ، فنلقاهم ونخبرهم بسبب سعينا لهم ونخبرهم عن ما جرى لنا حينما كنَّا بعيدين عنهم ، ونسألهم عمَّا جرى لهم حينما كانوا بعيدين عنَّا ..إلخ .
فأحاول دائماً ، حينما ألتقي برفاقي ، أن أقوم بطرح قضية عامة ، كي نناقشها ، أو  معلومةٍ ما ، أأخذ رأي كلَّ واحدٍ منهم فيها ، حتى نستفيد من وقتنا ، ونستمتع مع بعضنا البعض .
وهكذا نكون قد وصلنا ، لهدفِ الترويح عن النفس ، الذي اجتمعنا من أجله ، بعد هدف ، سقاية الأرواح العِطشة ، بلقيى من نحب . وأشْبعنا غريزة العقل للمعرفة .
ولا أخفيكم كذلك ، بأنه يوجد هنالك بعض من رفاقي ، لا يحبون اسلوبي هذا ، وقبل أن أذكر السبب ، أقول :
إنَّ قولي ذاك ، لا يعني أنني جادٌّ في كلِّ وقتي ولقاءاتي مع الأقراب والأغراب والأصحاب ، ولكن ، هي ساعة وساعة .
وما ذكرته ، كنت أقصد به القاعدة العامة في حياتي ، وبكلِّ تأكيدٍ ، أنه يوجد هنالك استثناءات وأمور أخرى أساسية ، لم أذكرها ، ولا تستحقَّ الذكر ، لأنها منتشرة وعامة .
أمَّا عن بعض رفاقي الذين لا يعجبهم أمري ذاك ، فسبب ذلك ، أنهم قد تعوَّدوا على النقاشات والأطروحات الفارغة والسطحية - مع الأسف - ، وهذا حال الكثير ، في مجتمعاتنا - مع الأسف كذلك - .
وتعاملي معهم ، ليس حسب ما يريدونه ، لأن ما يريدونه ، أمرٌ خاطئ ، ومن حقوق الأصدقاء علينا ، ألا نعينهم على أخطائهم ، ونحاول قدر الإمكان ، أن نجعلهم يبتعدون عن أمورهم الخاطئة – أياً كانت - ، بالتدريج ، إلى أن يتركوا عاداتهم السيِّئة تلك . وبعدها ، يكسبون ذلك التغيير للأفضل - بإذن الله - ، الذي سعينا لإحْداثه ، ونحن كذلك نكسب مِن مكسبهم ، لأن ما قد كسبوه من الأمور الحسنة ، تعود علينا بالفائدة .
خلاصة الكلام ، ليسَ في كوني أريد أن أجعل من نفسي قدوةً ، فأنا أقلُّ بكثيرٍ من ذلك ، ولم أطمح لأن أكون كذلك ، ولكنني أريد أن أوصل رسائل عدَّة ، ضمَّنتها في مقالي ، من أهمها وعلى رأسئها ، والذي وضع العنوان من أجلها ( كيف نتحدَّث ؟! ولماذا ؟! ) ، أنه ، لابد وأن نحترم عقولنا ونسعى لإثرائها ، وألا نسطِّحها طوال الوقت ، وأن نتعلَّم ، كيف نجمع بين المعرفة والمتعة ، حتى لو كانت إجتماعاتنا عائلية أو مع الأصدقاء .
لنسقي أرواحنا بلقيى من نحب ، ونثري عقولنا بكسبنا للمعرفة عن طريق إطِّلاعنا على اطروحات الغير ورؤاهم ، وبذلك نكون قد سعينا لجلع أفكارنا تنضج أكثر فأكثر ، وتتحرر كي يراها من لم يرها قط ..
مع ترويحنا عن أنفسنا ، الذي أصبح غاية ، وليس وسيلة توصل لإسترخاء النفس والعقل ، كي يستعدَان لإكتساب معلومات جديدة ومثرية .
وحتى لا يشوب اجتماعاتنا الملل .


الخميس، 6 أكتوبر 2011

بعضٌ من ثرثراتِ عقلي ( الجزء السابع )


كن حذراً دائماً ، حتى في الحذرِ ، وكن منتبهاً في أيِّ أمرٍ تقوم به ، حتى في الإنتباه ، وكن طموحاً حتى في الطموح ، وكن مثابراً ، بإخلاصٍ حتى في المثابرةِ ، بإختصار : كُنْ كائناً في أيِّ صفةٍ حسنة تكونها ..


ــــــــــــــــــــــــــ


الشمسُ يُعلم إشراقها ، حتى لو لم تُرى بالعينِ ، فاجعل أثرك الحسن يُعْرف ، حتى لو لم يواجهك ، العارف أثرك ..


ــــــــــــــــــــــــــ


من لم يتغاضى ولم يصبر على الضغوطات التي تسبق العمل ، لن يستطيع التغاضي عن ضغوطات العمل ولن يصبر عليها ، ويعني ذلك " أنه سيفشل " ..


ــــــــــــــــــــــــــ


ليس للفرصِ مشاعر ، فلا تتوقع أنها سوف تشفق عليك " إذا لم تغتنمها " وأنها سوف تنتظرك ، إلى أن تفرغ من الأمور التافهة التي تشغلك ، حتى تتتفرغ لها ..


ــــــــــــــــــــــــــ


لا تظلم نفسك ، بـ ظلمك للآخرين ..


ــــــــــــــــــــــــــ


بعضهم تشعر بتواجده ، ولو كان غائباً ، والبعض الآخر لا تشعر به ، ولو كان حاضراً . فالحضور هو ، حضور الروح والفكر ، لا حضور الجسد ..


فلا تكن أول من يحضر جسده وآخر من تحضر روحه ويحضر عقله ..


ــــــــــــــــــــــــــ


الفكرة حينما تكون في العقلِ ، تتشكل بعدَّةِ أشكالٍ - مع بقاء مضمونها - فإذا وضِعت على الورقةِ وسُجِّلت ، لا يبقى لها إلا شكلاً واحداً فقط ..


ـــــــــــــــــــــــــ


إذا نقدك شخصاً في نقطةٍ ما ، وكنت ترى أن النقد كان في مكانهِ ، فلا تكابر في تصحيح الخطأ وعدم الإعتراف به ، لأن كل ابن آدم خطَّاء ، ولأنك في كثيرٍ من الأحيان ، حينما تصنع شيئاً ومن ثمَّ تراجعه ، تجد بأنه قد احتوى على بعض الأخطاءِ ، فتقوم بتصحيحها ولا تكابر في ذلك ..


ـــــــــــــــــــــــــ


إذا بدأت في صناعة عملٍ تحبه، وفجأة وبدون سابق إنذار ، توقَّف عقلك عن إنتاج الأفكار التي تطوِّر من ذلك العمل .. توقف قليلاً .. واهجره لبعضةِ ساعات أو أيام .. وسوف تعود له بعد إنقضاء تلك المدَّة، وأنت متشوِّقٌ له ، وبحوزتك عشرات الأفكار التي تساعدك في تطوير وتحسين ذلك العمل ..


ــــــــــــــــــــــــــ


لا تُفصِّل أحلامك ، على مقاساتِ الآخرين ، كي ترضيهم ، لأنهم هم من طلب ذلك ، لأنك هكذا ، لن تنجز شيئاً ، ولن ترضي أحداً ، والسبب أنه ؛ ليس كلِّ مقاسٍ يناسبك ..


ــــــــــــــــــــــــــ


ومن الصمتِ ، ما هو نشاز ، مثيرٌ للإشمئزاز ..


ــــــــــــــــــــــــــ


أثمن الأفكار ، هي تلك الأفكار التي تخرج بصمتٍ وهدوء ، في وسط الزحام الذي تسببه الكلمات الفارغة ، و ضجيج الأصوات النشازية ..


ــــــــــــــــــــــــــ


حينما تتحدث ، لا تجعل الإيمان بما تقوله ، هو هدفك ، ولكن إجعل نقد ما تقوله ، هدفاً لك ، حتى تصل مع من يستمع لقولك ، إلى نقطةِ إلتقاءٍ وصفاء ..


ــــــــــــــــــــــــــ


حينما يقول لك شخصٌ قريبٌ منك : لم أتخيَّل يوماً ، بأن تمتلك كل ذلك الإبداع ..
لا تَظُنُّ أنك بغمضةِ عينٍ ، قد اختلفت وتغيَّرت للأفضل ، ولكن ، كلُّ ما في الأمرِ ، أن ذلك المُقرَّب ، كان يتعامل مع جزءٍ فيك ، فتعامل مع كل ما فيك ..


ــــــــــــــــــــــــــ


لا تتسرَّع في طرح فكرتك ، لأنك من الممكن أن تجد نقطةً بها ، تستدعي التعديل ، حتى تصبح أجمل ، أو أنها تستلزم الزيادة أو النقصان ، حتى تتَّضح أكثر ..


ــــــــــــــــــــــــــ




لا تُرْخِص عقلك ، فتَرْخُص نفسك ..


ـــــــــــــــــــــــــ


أنت من تصنع قيمتك ، فإذا كان سعيك للأمور التافهة وطرحك أتفه مما تسعى إليه ، فبكل تأكيد ، أنك ستكون تافهاً وفارغاً ، لا قيمة لك ، والعكس صحيح ..


ــــــــــــــــــــــــــ


الطريقة المثلى ، لإبعاد الوحدة عنك ، أنه حينما تخالط الناس ، خالط أفكارهم معهم ، حتى إذا انفردت بنفسك ، خالطت أفكارك ، فلا تصبح وحيداً هكذا ..


ــــــــــــــــــــــــــ


الأفكار كالنباتاتِ والعقل كالأرضِ ، فمتى ما كانت الأرض خصبةً وخالية من السمادات السامة ، ستنبت لنا نباتاً حسناً ، إذا كانت البذرة حسنة ومتى ما كانت الأرض عكس ذلك ، أنبتت نباتاً ، سيِّئاً وسامَّاً ، ولا يقبل به عاقل ، فأهتم بعقلك وكن مزارعاً جيداً ..


ــــــــــــــــــــــــــ


الذاكرةُ والنسيان يجتمعان في مكانٍ واحد ، وهو الدماغ ، وهما كما نعلم متضادين ، ولم يقل أحداً بأن تلك الحالة ، حالة إزدواجية غير طبيعية ، ويعني ذلك ، أنه ليس كلما اجتمعا أمرين متضادين في مكانٍ واحد ، أصبح ذلك الحدث ، إزدواجية وتناقض غير مقبول ، فمن التناقض ، ما هو طبيعي ومحمودٌ كذلك ..


ـــــــــــــــــــــــــــ


المتفائلون ،إذا شعروا بالمللِ ، فكَّروا في هدفٍ جديدٍ ، يسعون إليه ، ولذلك هم ينجزون ويتقدَّمون دائماً ، أمَّا المتشائمون ، إذا شعروا بالمللِ ، إنشغلوا بآلامهم وعثراتهم، ولذلك هم يتراجعون ولا ينجزون شيئاً ..


ــــــــــــــــــــــــــــ


قد تزول عادةٌ حميدةٌ في المرءِ ، بإختفاء خلقٌ حسنٌ فيه ، كزوالِ عادةٍ عائلية حميدة ( إجتمعٍ إسبوعي مثلاً ) بوفاةِ الجد أو الجدة .. فإحذر ..